انطلقت مناورات عسكرية مشتركة بين القوات المسلحة المغربية وقوات بريطانية خاصة من جبل طارق، وهي المناورات التي أطلق عليها اسم "جبل الصحراء"، وتستمر شهراً كاملاً في ضواحي مراكش جنوب البلاد، بهدف تجريب أسلحة جديدة، وإجراء تدريبات قتالية متطورة.
وأثارت هذه المناورات العسكرية بين المغرب وقوات جبل طارق "قلق" بعض الجهات في إسبانيا، عكسته عدد من وسائل الإعلام التي وصفت هذا الحدث بأنه "أسوأ كابوس" لبعض الوطنيين الإسبان، نظراً للتوتر بين بريطانيا وإسبانيا بسبب مطالب مدريد باسترجاع صخرة جبل طارق.
وبالرغم من كون هذه المناورات العسكرية المشتركة بين القوات المغربية ونظيرتها في جبل طارق تجري منذ 13 عاماً، غير أنها هذه المرة أثارت حفيظة الإسبان لكونها تأتي في سياق تجدد الخلاف، قبل أسابيع قليلة، بين إسبانيا وبريطانيا بخصوص الوضعية القانونية لجبل طارق.
ومن المرتقب أن يعمل الفوج، المتكون من حوالي 200 جندي بريطاني، على اختبار البيئة الصحراوية، وأخذ تصور واضح عن درجات الحرارة في المناطق القاحلة، فضلاً على أن هذه المناورات تشكل فرصة أيضاً لتعزيز العلاقات الدبلوماسية بين بريطانيا والمغرب.
وتعليقاً على هذا الموضوع، أفاد الدكتور سعيد الصديقي، أستاذ القانون الدولي ورئيس قسم القانون العام بجامعة العين للعلوم والتكنولوجيا بأبوظبي، بأن هذه المناورات العسكرية لا تمثل أمراً جديداً في التعاون العسكري بين المغرب وكل من حكومة جبل طارق والمملكة المتحدة.
ولفت الصديقي، في تصريحات لـ"العربية.نت"، إلى أن هذه المناورات المشتركة التي بدأت يوم الاثنين الماضي، بين كل من الفوج الملكي لجبل طارق واللواء المغربي الثاني لمشاة المظليين، شمال مدينة مراكش، اعتادت القوتان معا على تنظيمها منذ عام 2000.
وتابع المحلل أن الهدف الأساسي من هذه التدريبات المشتركة يكمن في تعزيز العلاقات الدبلوماسية القديمة بين المغرب وبريطانيا، فقد احتفلت مؤخراً السفارة البريطانية في الرباط بالذكرى السنوية الـ800 لبدء الاتصالات الدبلوماسية بين البلدين.
واستطرد الصديقي بأنه من الجانب العسكري، فإضافة إلى تقوية العلاقات العسكرية بين الطرفين والاستفادة المتبادلة، فإن هذه المناورات تمثل فرصة للفوج البريطاني للتدريب في فضاء جغرافي ومناخي غير متوفر سواء في إنجلترا أو جبل طارق.
وأبرز المتحدث بأن "ما أزعج بعض الإسبان هو اكتشافهم لوجود جيش تابع لجبل طارق يتكون من مجموعة من سكان الصخرة التي يعتبرونها مستعمرة من قبل بريطانيا، لكن واقع الحال أن الفوج الملكي لجبل طارق المشارك في هذه المناورات تابع لوزارة الدفاع البريطانية التي ترتبط مع القوات المسلحة المغربية بعلاقات قوية منذ زمان".
وزاد الصديقي بأن الجرائد الإسبانية نفسها تقر بأن قوات جبل طارق سبق لها أن شاركت في الحرب في العراق والبلقان وإيرلندا الشمالية وسيراليون، وتدخلت لمدة عام في أفغانستان، لذلك لم يستجد جديد في هذه المناورات العسكرية يستوجب غضب جهات معينة في إسبانيا، بحسب ما أكد الصديقي.