الهجرة للسعودية تغرِي المغاربة وأمريكا خارج اهتماماتهم

"لوْ أنَّ الحدود شرعتْ أمامكَ، وأمكنكَ أنْ تقصد أيَّ بلدٍ تريد فِي العالم، أيَّ بلدٍ ستختار؟" على هذَا النحو طرحتْ جمعيَّة "WIN" غالوب سؤالها على مواطني دول العالم في دراسة أجريتْ بتعاونٍ مع قناة البي بي سي البريطانيَّة.. فكانَ أوَّلُ بلدٍ فضلهُ المغاربة هُو السعوديَّة.

الدراسة التِي جرى إعدادها ما بين الفاتح من نونبر الماضي والخامس عشر منه، وشملتْ عينة من ألف شخص تتراوحُ أعمارهم ما بينَ 18 وَ65 سنة، من مختلف الشرائح المجتمعية، ودُّوا لوْ استقرُّوا في السعودية في حال عنَّ ببالهم أنْ يهاجرُوا، رغم أنَّ المملكة الخليجيَّة تعرضتْ لانتقاداتٍ حقوقيَّة كثيرة في الآونة الأخيرة بسبب الإقدام على ترحيل العمالة المخالفة دون مراعاة الشروط الإنسانية.

وفي قائمةِ الدول الأكثر إغراءً للمواطن المغربِي، في حال همَّ بالهجرة، جاءتْ كندَا في المرتبة الثانية، تليها فرنسا، وألمانيا، ثمَّ مجمل الدول الخليجيَّة، وبعدها سويسرَا في المرتبة السابعة، بينما لمْ تستأثرْ إسبانيَا، التِي تعيشُ تحتَ وطأةِ أزمةٍ اقتصاديَّة باهتمامٍ كبير للمستجوبِين المغاربة، حيثُ حلت ثامنة، في القائمة، تليها إيطاليا وبريطانيا.

إلى ذلك، جاءتْ أستراليا، البعيدة جغرافيًّا عن المغرب، في المركز الحادي عشر، متبوعةً بالبرازِيل، قبلَ باقِي الدول، فيما يلاحظُ أنَّ الدول الاسكندنافيَّة لمْ تبدُ مثيرةً للمغاربة، ولا الولايات المتحدة، التِي لمْ ترد في التصنيف.

الدراسة ذاتها، سألت المغاربة عن اِنتظاراتهم من العام الجارِي، فقدر 50 بالمائة من المستجوبِين، أن تكون سنة 2014 ستكون أفضل حالًا، فيما ذهبَ 22 بالمائة إلى أنَّ 2014 ستكون صعبةً من الناحيَة الاقتصاديَّة.

وعمَّا إذَا كان العالمُ سيكون أفضل حالًا لوْ أنَّ نساءً سياسياتٍ كُنَّ يحكمنهُ، بدَا المغاربة متحمسين لتأنيث الحقل السياسي، حيث ذهبَ 37 بالمائة إلى أنَّه سيكون أفضل حالًا، بينما اعتبرهُ 22 بالمائة، كفيلًا بأنْ يزيد الأمر سوءً، أمَّا 33 بالمائة فقالُوا إنَّ لا فرقَ كان سيحصل، لوْ أنَّ زمام الحكم انتقلَ من الرجال إلى النساء، أما الباقون ففضَّلُوا عدم الإجابة.

وفي منحًى آخر، جعلَ المستجوبون المغاربة، حين سئلُوا عنْ أكثر بلدٍ يرونَ فيهِ تهديدًا للسلم العالمِي، جاءتْ إسرائيل في الصدارة، بـ45 في المائة من الإجابات، تليها الولايات المتحدة الأمريكيَّة، بـ17 في المائة، متبوعةً بإيران، التِي لا زَال عدد مهم من المغاربة يتوجسون منها، في وقتٍ يثارُ فيه النقاش، عن ضرورة إعادة المغرب تطبيع علاقته مع الجمهوريَّة الإسلاميَّة، أمَّا سوريَا فكانتْ أكثر الدول العربيَّة التي رأى فيها المغاربة تهديدًا للسلم العالمِي، متبوعة بمصر وأفغانستان والسعوديَّة.