تداول الآلاف من المغاربة من رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" صورة لطفل مشرد ينام أمام مقر حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، حيث أثارت عاصفة من الانتقادات وذهبت التعليقات المرافقة للصورة إلى إدانة السياسة الحكومية المتبعة في مختلف المجالات، وخاصة الجانب الاجتماعي.
فيما عكفت أطراف أخرى من المتعاطفين مع الحزب الحاكم على الدفاع عن الحزب وإبراز تاريخه ومحطاته النضالية في الدفاع عن الفقراء.
في هذا السياق قال محمد الصالحي، محلل سياسي في حديثه لـ"العربية.نت": "إن هذه الصورة الملتقطة من أمام مقر حزب "العدالة والتنمية" بمدينة سلا ما كان لها في ظني أن تلقى هذا الحجم من الرواج لو كان الأمر يتعلق بمقر الحزب في مدينة مغربية أخرى.
وأضاف الصالحي أن المثير في الموضوع هو كون مدينة سلا المجاورة للعاصمة الرباط، والتي لا يتطلب التنقل بينهما إلا حيز زمني لا يتجاوز خمسة دقائق، تعتبر الدائرة الانتخابية التي بوأت عبد الإله بن كيران كبرلماني عن المنطقة أن يكون رئيساً للحكومة.
وأشار إلى أن هذه المسافة القريبة صارت بعيدة عن رئيس الحكومة الذي لم يعرها أي اهتمام، إضافة إلى تراجع الحزب عن شعاراته السياسية التي حملها إبان الحملة الانتخابية ومن ضمنها محاربة الفقر والهشاشة ومحاربة البطالة وغيرها من الشعارات، مستدلاً على ذلك بقانون المالية الذي جاء مخيباً لآمال الشباب وعموم الكادحين.
وأبرز الصالحي أن جانب الإثارة في الموضوع ليست الصورة في حد ذاتها على اعتبار أن مشاهد البؤس تعم جميع المدن المغربية، "لكن إذا استحضرنا التصريحات الأخيرة لبسيمة الحقاوي، وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، والمنتمية إلى حزب "العدالة والتنمية"، حيث أرجعت اتساع ظاهرة التشرد في مدينة الدار البيضاء إلى كون العديد من الأطفال من عشاق كرة القدم، حيث يتوجهون إلى مشاهدة مقابلات البطولة الوطنية، وبمجرد مغادرتهم للملاعب الرياضية يتوهون عن منازلهم، وبالتالي يصبحون عرضة للتشرد".
واعتبر الصالحي أن ما جاء على لسان بسيمة الحقاوي لا يستند على منطق سليم وهو مجرد محاولة يائسة للتغطية عن عجز الحكومة في معالجة الاختلالات الاجتماعية والحد من بعض الظواهر الاجتماعية السلبية، ليتساءل في هذا السياق هل هذا الطفل المشرد الذي طوحت به الأقدار أمام مقر الحزب الحاكم بمدينة سلا تاه عن منزله بعد متابعته لمقابلة في كرة القدم؟ وربما هذه واحدة من الخلفيات التي أثارت تداول تلك الصورة بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي.