اضطر تلميذان، في الرابعة عشر من العمر، ويدرسان بثانوية "ماوت كارمن" الكاثوليكية، في لانشاير ببريطانيا، إلى الدراسة في عزلة قرابة شهر واحد، بعد أن فرضتها عليهما إدارة المؤسسة، بسبب رفضهما حلق لحيتيهما لأسباب دينية..
المدرسة اعتبرت اعتراضهما على حلق اللحية "خرقا للقوانين"، إذ أنها تحظر، في إطار مبادئ توجيهية، ترك اللحى، ووضع الأظافر الطويلة المزيفة، وتحظر الاسمرار بالليزر والماكياج، والمجوهرات الغير اللائقة وصباغة الشعر.
واعتبرت عائلات الفتيان قانون المدرسة المتعلق باللحية "جائرا"، إذ يمس سنة من السنن الإسلامية، مطالبين المدرسة بتقبل الطلبة بمختلف الديانات، وبفك العزلة عن الطالبين الذين أصبحا ممنوعين من التحدث مع باقي الزملاء والاختلاط معهم. ويضيف أحد أولياء الطلبة أنه تم اختيار هذه الثانوية لأنها الأقرب إلى مسكنهم، كما أنها تضمن مستوى دراسيا جيدا ونتائج دراسية ممتازة.
وصرح رئيس الوزراء البريطاني، "ديڤيد كاميرون"، أنه مستعد لدعم المدارس التي تفرض منع الحجاب الإسلامي على الطالبات، وأنه على الحكومة أن تدعم المدارس التي تحاول فرض زي موحد رسمي على جميع الطلبة.
وتزامنت هذه التصريحات مع إغلاق مدرسة إسلامية حرة "المدينة"، بمدينة "ديبري" البريطانية، والتي لم يمر على فتح أبوابها أكثر من سنة، على إثر نتائج مفتشة اتهمت رئيس المدرسة بفرض ارتداء الحجاب على المدرسات والموظفات، كما واجهت المدرسة اتهامات بأنها تفرض على الفتيات الجلوس في آخر صفوف الفصول الدراسية، بعد كراسي الطلاب الذكور.
الكاتبة جيني ماكارتني قالت إنه في معظم الوقت، نعتقد نحن الليبراليون الغربيون أن ما نؤمن به هو الأحق بأن يطبق، سواء من طرفنا أو من طرف الآخرين. ولكن، بمجرد أن يدخل أحد الأصوليين إلى الغرفة، بذاك النضوج وذاك الإحساس الذاتي الواثق بأنه من الصالحين، النابع من قدرته على الامتناع عن الحرية وتطبيق تعاليم الله تعالى، نحس لوهلة بتذبذب غير مألوف في قيمنا الليبرالية. ولأن الشك أمر محرج، نحوله بسرعة فائقة إلى تلك العلامة التجارية المسماة: "التسامح، وقبول الآخر"، أو يتحول هذا الشك، حين يخرج عن السيطرة، إلى محاولة إلغاء الآخر.
وجاءت آخر مظاهر محاولات الإلغاء في "برمنغهام"، كلية "متروبوليتان"، التي فرضت حظرا طويل الأمد على الملابس الواسعة التي تعبر عن ثقافة "الهيپ هوپ"، والقبعات بجميع أشكالها، ومن ضمنها تلك التي تمثل الديانة اليهودية، والحجاب، مبررين ذلك الحظر بكونه محاولة لضمان وجود أفراد داخل الجامعة، لا تمييز بينهم غير إنسانيتهم، في بيئة تعليمية آمنة ومرحبة "بالآخر"، آخر تم إلغاؤه".
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق